|
 |
 |
 |
كلمة الارشمندريت خريستوفوروس عطا الله
رئيس دير السيدة العذراء "ينبوع الحياة"
أي اله عظيم مثل إلهنا أنت هو الله الصانع العجائب وحدك
فالمجد لك يا الله المجد لك يا الله المجد لك يا الله
لواجب وحق أن أبدا كلمتي هذه شاكرا وممجدا ومسبحا الإله الواحد المثلث الاقانيم، الذي أحياناً بعد أن كنا أمواتا بالخطيئة ، وكشف لنا طريق الخلاص ، وأنار قلوبنا لمعرفته ، واحبنا فاتحد بنا وجعلنا شركاء له في مجده. واعظم الأم البتول سيدتنا والدة الإله ، أمنا الحنونة ، على جميع احساناتها وعلى قبولها ورضاها بأن تكون هي الأم والشفيعة والحامية لهذا الدير الذي سمي على اسمها تكريماً وتعظيماً وتمجيداً لها لأنها هي أم وينبوع الحياة
|
أبنائي الأحباء
أبنائي الأحباء
ان تاريخنا والتنقيبات الأثرية يثبتِّان وجود الحياة الرهبانية في الكنيسة منذ نشأت المسيحية ، ولاسيما عندنا في الأردن . فنهر الأردن الخالد ، الذي فيه جرت أحداث تاريخية عظيمة عبر العصور القديمة ، فيه نزل السيد نفسه ، وبه قدس طبيعة المياه كلها ، وسلمنا سر المعمودية المقدس . ومنه بدأت بشارة الخلاص لكل العالم ، فاصبح مكان تتطلع إليه أنظار كل العالم للتبرك والحج المقدس . وباسمه تسمّى الأردن ، هو يشهد للسابق المجيد ، والقديس جراسيموس الأردني والقديسة مريم المصرية ، التي أصبحت مثلا للتوبة إلى كل الأجيال ، والبتراء المدينة الصخرية تشهد للأب اثينويانس اسقفها ، ومدينة جرش تشهد للأب الحبيس والناسك مرتيريوس، و جدارة للقديس زكا الشماس ، ومدينة اربد تشهد للقديس بطرس، والعقبة تشهد للقديس يوسف وجيورجيوس ، والعاصمة عمان تشهد للقديس اليانوس والشهداء ثيوذوروس ورفاقه الخمس ، والقويسمة للقديس قزماس ، وعجلون وراحاب وزيزيا ومناطق أخرى كثيرة كلها تشهد لوجود الأديرة والحياة الرهبانية في السابق . ولاسباب عديدة اختفت كلها من منطقتنا ، لكنها كانت موجودة بل محفورة في قلوب كثيرة ، حتى 15/4/1999 تاريخ وضع حجر الأساس لهذا الدير ببركة المثلث الرحمات البطريرك ذيوذوروس وتوجيهاته ونصائحه . وما زال العمل قائما بالدير بنعمة الله وبدعم ومؤازرة من جميع ابنائنا الروحيين في الداخل والخارج . ولقد ابتدأت الحياة الرهبانية فيه بتاريخ10/5/2002 وذلك بتلبيس ثلاثة راهبات مبتدئات ، اللواتي كن من بناتي الروحيات ، بعد أن عشن في عدة أديرة في اليونان ،واختبرن الحياة الرهبانية عن قرب ،كما تعلمن بعض الأعمال اليدوية ، التي يقمن بها بمعونة وبركة سيدة الدير.
|
أبنائي
إن الحياة الرهبانية وان كانت لا تقتصر على الرهبان أو الراهبات بل هي لكل المسيحيين ، لأنها هي تطبيق وصايا الله وعمل إرادته الإلهية للحصول على الخلاص . هي تسبيح ملائكي وتمجيد شيروبيمي بلا انقطاع للإله المثلث الاقانيم، هي حياة العشرة والعشق والحب الإلهي للإنسان والإنساني للإله ، وهي تكريس كل قوى الإنسان لله في عشرة مع القديسين . لذا فالدير هو فردوس ارضي يتعايش فيه الملائكة مع البشر، هو سماء فيه يتحد الإنسان مع القديسين ، وهو أيضا مستشفى روحي يعالج ويطبب الجميع . والراهب هو نور للمجتمع ومنارة للمبحرين في هذا العالم بتياراته المختلفة ، هو مثل حي للإنجيل وهو أيقونة المسيحية للآخرين . فالراهب لا يأتي إلى الدير لأنه فاشل في الحياة ولا هو عالة على المجتمع ، بل هو الذي وجد الجوهرة الثمينة وباع كل الجواهر الأخرى واشتراها.فلم يتخلى عن الأهل والأقارب والمجتمع لأنه يكرههم أو لأنه هرب من مسؤولياته تجاه المجتمع ، لا بل هو الذي دخل إلى محبة عائلة أبناء الله . فهو يشعر ويحس ويعيش مأساة البشرية وكل المصائب والمشاكل والعذابات التي تواجه الإنسان . لذا فهولا يهرب منها بل يكرس حياته من اجل أن يصلي بلا انقطاع من اجل خلاصه وخلاص كل العالم ليتدخل الله ويعمل ويكمل الذي لا يستطيع الإنسان عمله بشريا ، وهنا يكمن جوهر وحقيقة محبته لله وللإنسان وللعالم.
|
أحبائي
لا أريد أن أتكلم عن أهمية الأديرة والدور التي قامت به عبر كل العصور من خلال الإحساس العميق لمشاكل الإنسان وكيفية تحريره منها وما قدمته في العديد من المجالات العلمية والثقافية والاجتماعية.بل سأكتفي بما نعيشه نحن في ديرنا هذا وفي هذا العصر.
|
لقد اصبح هذا الدير ببركة والدة الإله من يومه الأول قطب جذب للزوار من جميع أنحاء المملكة وخارجها . وكلهم عبروا بنفس الكلمات: منذ أن دخلت الدير حدث لي شيء غريب! شعرت بشيء لا اعرف ما هو!أحس براحة وسلام لا يوصفان!أ أستطيع أن أبقى لعدة أيام.نعم يا أولادي هذه هي نعمة الله وبركته لا تعلّم ولا توصف بالكلام بل تعاش.يشعر بها القلب فيحيى ، الروح فتنشط،والجسد يستعيد قوته وحيويته ،فيمتلئ الإنسان فرحا وسرورا ، كونه أحس بإحساس جديد في داخله مختلف عما كان يعرفه ويعيشه . هذا هو الدير كما قلت لكم انه مستشفى روحي نأتي إليه كلنا ونحن مثقلين بالأمراض والخطايا،لنتطبب فيه من طبيبنا الوحيد يسوع المسيح . ومن هذا الشعور يخفق القلب من جديد طالب الحياة مع يسوع ، فيتغير الإنسان داخليا وخارجيا ، وينعكس هذا على طريقة حياته وأسلوب فكره وكيفية حله للمشاكل والصعوبات التي تواجه.فبتغير هذا وذاك يتغير المجتمع ويسير إلى الصلاح.
|
إن الدير يساعدنا بالعودة إلى جذورنا الروحية الابائية ، والتي نحن بأمس الحاجة أليها ألان ، كما ويحافظ على استمرارية الخدم الطقسية اليومية ، ويضع فينا الفكر الابائي القويم،ويغرس فينا كيفية عيشه والمحافظة عليه كما تسلمناه ، لنسلمه نحن كما هو إلى الأجيال القادمة . كما ويساهم في زيادة الثقافة الروحية للمجتمع وذلك بتوفير الكتب الروحية المختلفة للآباء القديسين وتفسيراتهم ، والإرشاد والتفسيرات والتوضيحات الروحي التي تقدمهن الراهبات للزوار استجابة لتساؤلاتهم واستفساراتهم.هذا بالإضافة إلى حياتهن في الدير وأسلوب تعاملهن بعضهن مع بعض ومع الزوار كلها تؤثر في داخل قلب وفكر الزائر بوعظ صامت . ويساهم الدير في رفع مستوى الثقافة والحياة الروحية عند رجال الاكليروس وذلك بإعطاء قدوة في حياة الصلاة والخدم الكنسية . وبما أن الدير هو جزء لا يتجزأ من المجتمع المحلي ،فهو يشعر بما يحتاج إليه.لذا يقدم كل ما بوسعه من الإمكانات التي تساعد في تلبية احتياجات المجتمع المختلفة ، لرفع شان الكنيسة والإيمان المسيحي الأرثوذكسي. وفي مساعدة الفقراء.
|
لهذا الهدف ومن شعورنا العميق لمسؤوليتنا تجاه أبنائنا داخل وخارج المملكة ،في تقديم الإرشاد والمعلومات والغذاء الروحي لقلب و روح كل إنسان،كما ومن خوفنا على رعيتنا من الذئاب الخاطفة التي تنشر معلومات دينية مختلفة ، لا تنفع روح الإنسان وحسب ،بل تضره وتؤدي به إلى التشتت والفراغ واليأس . لذلك بنعمة الله ارتأيت أن يقوم الدير بتقديم كل ما بوسعه من استخدام التكنولوجيا وعالم الإنترنت من اجل توصيل المعلومات والمقالات والتوضيحات والشروحات وإجابة الاستفسارات الروحية لفائدة أبنائنا ونموهم الروحي والديني.
|
وفي نهاية كلمتي هذه ، ارفع الشكر لله على أننا نعيش في بلد يتميز بالأمن والاستقرار ، والتعايش في محبة وتآخي بين أفراد الأسرة الأردنية الواحدة مسيحيين ومسلمين . ونصلي ضارعين إلى الرب الإله بان يديم هذه النعم علينا في ظل قيادتنا الهاشمية بقيادة مليكنا المحبوب عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم ، حفظه الله ورعاه، الذي يعمل على رفع اسم الأردن عاليا ، بسياسته الحكيمة وفكره الثاقب ومثاله الصالح.
|
كما ولا يفوتني تقديم كل الشكر والعرفان لكل من ساهم ويساهم في إتمام مراحل بناء الدير من داخل أو خارج البلاد،ضارعا إلى الرب الإله بشفاعة والدة الإله سيدة الدير بان يظهر فيكم كل غنى صلاحه وكثرة محبته ورحمته ، وان يبارككم وعائلاتكم ، ويزيدكم من كل عمل صالح.
|
بركة الرب لتكن معكم دائما
الارشمندريت خريستوفوروس
الرئيس الروحي لدير السيدة العذراء "ينبوع الحياة"
|
|
|
|
 |